أمس الأول أبلغتنى الأستاذة نجلاء مسئولة المعاشات بنقابة الصحفيين بوفاة الأستاذ البرنس حسين بعد رحيله بعدة ساعات .. حزنت للخبر رغم علمي بمرضه ومتابعتي لحالته الصحية وتواصلنا هاتفيا. خلال السنوات الاخيرة لم يكن قادرا على الذهاب إلى النقابة وكانت هذه من اصعب الأشياء على نفسه فهو من جيل كانت النقابة بيته الثانى ما أن ينتهي من عمله في مؤسسة دار الهلال التى كان يعمل بها مديرا لتحرير "طبيبك الخاص" في أوج شهرتها - حتى يمر على النقابة ليقدم خدماته لمن يطلبها من الزملاء فى مجال الصحة مستفيدا من علاقاته الواسعة فى هذا المجال على خلفية عمله فى " طبيبك الخاص"
وعندما خرج علي المعاش لم يغير البرنس حسين عادته ظل يحضر يوميا إلى النقابة ويستمر في عطائه لخدمة الزملاء حاملا" هموم من تقاعدوا ومعبرا عن مشاكلهم، و تحمس لاقتراحي الذي طرحته عليه مع الفنان الراحل الاستاذ طوغان عندما كانا دائمي النقاش معي حول حق الزملاء المقيدين بجدول المعاشات أن يشكلوا رابطة أو جمعية تجمع الزملاء الذين خرجوا على المعاش وتعبر عن مشاكلهم وتسعى بمساندة النقابة في بذل الجهد القانوني للطعن علي عدم دستورية بعض المواد في قانون نقابة الصحفيين التي لا تمكنهم من التصويت في الجمعية العمومية او اختيار ممثل عنهم داخل مجلس النقابة. وفعلا عرفت رابطة الرواد طريقها إلى النور وحضرت معهم أول جمعية تأسيسية واختيار أول مجلس إدارة وإعداد أول لائحة لها وكان الأستاذ طوغان أول رئيس لها و الأستاذ البرنس أميناً عاماً ثم تولي بعد ذلك الرئاسة و حتي سنوات قليلة ماضية بعد أن اعتذر بسبب مرضه، ورغم ذلك كان دائم التواصل معي طارحا مشاكل الزملاء وباحثا عن حلول لها ومطالباً بحقوقهم . المفارقة إنني قبل نحو اسبوع ذهبت إلى النقابة ملبيا دعوتها للمشاركة في يوم تضامني مع الشعب الفلسطيني بمناسبة مرور مائة يوم على مجازر الكيان الصهيونى، وفوجئت بالأستاذ البرنس خارجا متوكئًا علي عصاه ومناديا علي والتفت اليه وأنا غير مصدق و تعانقنا وتبادلنا بعض الحديث وتمنيت تكرار اللقاء،
كان هذا اللقاء لقاء وداع دبره الله على غير موعد لانه يعلم مكانته فى قلبى. تغمد الله البرنس حسين بواسع رحمته و خالص عزائي لأسرته وكل محبيه وعارفي فضله.